حوار| عماد رشاد: أصبحت جدا قبل الخمسين.. وحرف «الراء» ساهم فى نجاحى

الفنان عماد رشاد
الفنان عماد رشاد

هو فنان قدير، قريب جدا من القلوب، قدم مئات الأدوار التليفزيونية والسينمائية والمسرحية، ورغم أنه لم يحظ بالبطولة المطلقة إلا في أعمال قليلة، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة فى كل عمل فنى يقوم به.. هو الفنان الكبير عماد رشاد.
.........
لم يكن ارتباطى بالفن غريبا، فأنا من عائلة فنية، فخالى هو المخرج أحمد ضياء الدين، وكنت دائما أرى الفنانين فى بيته ، فأحببت التمثيل، لدرجة أننى التحقت بمعهدى السينما والتمثيل معا، ثم تفرغت لمعهد التمثيل، وبعد تخرجى التقيت صدفة فى مبنى التليفزيون بالمخرج الكبير محمد فاضل الذى قدمنى فى أول عمل تليفزيونى، وكان سهرة اسمها "البيانو"، ثم بدأت شهرتى مع مسلسل الأيام لطه حسين، وزادت شهرتى مع فوازير "تمبوكا" مع نيللى.
.......

والدى كان تاجر جملة ميسور الحال، وكان من أوائل التجار الذين قاموا بتصدير الخضر الطازجة، وكان محبا للفن، وسعيدا باتجاهى للتمثيل، أما أمى فكنت أراها بطلة لأنها استطاعت تربية ورعاية سبعة أبناء على أكمل وجه، وكنت أنا أوسطهم، لكنى كنت المفضل لديها، وكانت كريمة جدا، تسعد باستقبال زملائى فى المعهد وخاصة خلال الامتحانات، وترعانا رعاية كاملة.

.........

أشعر أنى محظوظ ، فرغم أننى لست "ميجا ستار"، أو النجم البطل الذى يختار أدواره، إلا أن الدور أو الورق هو الذى يختارنى، والحمد لله أديت أدوارا متنوعة، بدأتها بالرومانسي ثم الشرير ثم اللايت، ولكن فى كل أدوارى أصبح لى طابعا مميزا أحبنى فيه الناس.
.........

أنا نَفسي مش فاهم، لماذا بعد كل عمل ناجح أتوقف كثيرا، فبعد قيامى بأنجح أدوارى فى مسلسل العطار والسبع بنات، تصورت أن الأعمال الفنية ستنهال علىّ، لكنى توقفت عامين دون معرفة السبب، ربما لأن علاقاتى بالوسط الفنى محدودة، ولا أستطيع الترويج لنفسي، ويكفى أن تعلمى أن المخرج محمد عبد العزيز عديلى وصديقى وجارى، ولكن حينما كنت أعرف أنه يستعد لتصوير فيلم، كنت أبتعد عنه وأتوقف عن زيارته، حتى لا أضعه فى حرج.
.........

يقول ضاحكا: موضوع حرف "الراء"، ليس عيبا خلقيا بل حركيا، نتيجة تعليمى فى مدارس فرنسية منذ طفولتى وحتى الجامعة، وكنت أخشى أن تقف حائلا دون قبولى بالمعهد، لكنهم قبلونى، والغريب أنه بمرور الوقت أصبحت هذه "الراء" من الأشياء التى ميزتنى وربطت الناس بى.
وحينما مثلت فاتن حمامة فيلم أرض الأحلام، الذى قامت فيه بدور امرأة لديها لثغة فى الراء، كنت سعيدا جدا، وقلت فاتن بتقلدنى.
.......

تزوجت مبكرا فى ثانية معهد من زميلتى الممثلة راوية صالح، التي اعتزلت مبكرا، وعشت مع والدى فى بيته الكبير، وكان ينفق عليّ، وهذه الحياة ربطتنى بجو "العيلة"، وما زلت أذكر فى بداية زواجى حينما قال لى أبى إن الزواج اختيار يجب أن تتحمل مسئوليته، وقد وضعت هذه الفكرة أمامى، فكنت حريصا دائما على استقرار بيتى وأسرتى، خاصة أننى وجدت نفسي أبا مبكرا، كما أصبحت جدا قبل الخمسين.
..........

أقضى معظم وقتى فى البيت، ولا أشارك فى سهرات الوسط الفنى، فأصدقائى محدودون جدا، كان أبرزهم محمود الجندى، وفاروق الفيشاوى رحمه الله، والفيشاوي كان صديق العمر وأخا حقيقيا وقريبا جدا منى، وبعد وفاته تأثرت كثيرا لدرجة أننى حتى الآن لا أستطيع الذهاب للأماكن التى كنا نجلس فيها معا.
وأبرز أصدقائى الآن كمال أبو ريا. 
..............

أنجبت ياسمين ونديم ، ياسمين مهندسة ديكور، وقد فكرت فى الاتجاه للتمثيل منذ سنوات طويلة، وتعاقدت بالفعل على بطولة فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية، لكنها تراجعت ليلة التصوير، وقالت لى إنها لا تريد أن تعيش الحياة الشاقة التى عشتها، أما ابنى فيعمل فى مجال البنوك، ولدي ٣ أحفاد أكبرهم ١٧عاما، وهم أقرب أصدقائي الآن.
.........

من شقاء الفنان أنه لا يوجد حد لطموحه، فكل إنسان يحلم بالترقية والوصول لأعلى درجات السلم الوظيفى فى مهنته، أما فى الفن فلا توجد ترقيات ولا سلم وظيفى، ويظل طموح الفنان بلا نهاية.